منتــــديات غيـــر حياتك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتــــديات غيـــر حياتك

منتدى إسلامي يناقش أهـــم القــضايا الأســـلاميــة التي تهـــتم بامـــور المســـلمين
 
الرئيسيةالرئيسية  آخــر المشاركاتآخــر المشاركات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  صفحتنا على الفيس بوك  الشـكاوي والمقترحات  دخولدخول  

 

 أمينة السلمي.. وداعا

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حمادة احمد
مشـــــــــرف أوراق مبعـثره
مشـــــــــرف أوراق مبعـثره



الاوسمه : أمينة السلمي.. وداعا 7896ro10
عدد المساهمات : 264
نقاط : 394
تاريخ التسجيل : 23/07/2010

أمينة السلمي.. وداعا Empty
مُساهمةموضوع: أمينة السلمي.. وداعا   أمينة السلمي.. وداعا I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 07, 2010 12:52 pm

أمينة السلمي.. وداعا

صحافية أمريكية: تركت زوجي وأطفالي من أجل إسلامي

أمينة السلمي.. وداعا 426125_118962
أمينة السلمي تحمل طابع العيد

قبل أشهر قليلة توفيت أمينة السلمي المواطنة والصحافية الأمريكية التيكانت تعيش حياة راديكالية دينية مسيحية، كانت تنظر إلى الإسلام والقرآنعلى أنه كتاب مزيف وأن نبي الإسلام كذلك، وأن العرب متخلفون وجاهلون،لكنها إرادة الله أخطأ الكمبيوتر وأصبحت بالضرورة زميلة لعدد من الطلابالعرب، عملت ما بوسعها كي لا تكون معهم في مادة دراسية واحدة، لكن رفضهاسيفقدها المنحة الدراسية، غير أنها وجدت أن في الأمر حكمة ربانية، وأنعليها أن تهدي الشباب العربي المسلم ليصبحوا مسيحيين، هكذا فهمت الخطأوفهمت المقصد ذاته، لكنها شعرت بأنها تغيرت بعدما قرأت القرآن مرات عديدةوبعد قراءة كتب عدة عن الإسلام وبعد جدال متحضر مع عدد من الطلاب العربلتجد نفسها مسلمة ولتبدأ فيما بعد رحلة الإيمان والمشقة.
كانت أمينة السلمي داعية إسلامية مميزة، وذات شهرة واسعة، حيث دأبت، خلالحياتها، على التجوال الدائم في أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كانتتلقي كثيرا من المحاضرات حول الإسلام، وتعاليمه، وحضارته، ومفاهيمه. وقدلاقت قصة حياتها الشخصية الإعجاب، والتقدير، على نطاق واسع من جانب أعدادكبيرة من الناس. وكانت أمينة كذلك رئيسة الاتحاد الدولي للنساء المسلمات؛هذه المنظمة التي تمكنت من تحقيق عدد من الإنجازات البارزة. ومن أقوالأمينة "إنني في غاية السرور لكوني امرأة تنتمي إلى الدين الإسلامي، حيث إنالإسلام هو حياتي، وهو نبضات قلبي، وكذلك هو الدم الذي ينساب في شراييني،وهو مصدر قوتي، إذ جعل حياتي في غاية الجمال والروعة. وإنني لا شيء بدونالإسلام، ولا حياة لي إذا لم يرعني الله بوجهه الكريم".

غلطة كمبيوتر

بدأ الأمر كله مع أمينة بغلطة على جهاز الكمبيوتر حيث كانت سيدة مسيحيةمحافظة متمسكة بدينها، وكانت تعمل كصحفية إضافة إلى دورها التبشيري. وكانتفتاة غير عادية، حيث حققت درجات عالية من التفوق الدراسي أيام دراستهاالثانوية، وحصلت كذلك على عديد من المنح الدراسية، كما تفوقت في العملالخاص بها، وكانت في حالة من المنافسة مع أقدر المحترفين المختصين، إذنالت عدداً كبيراً من الجوائز، بينما كانت لا تزال على مقاعد الكليةالجامعية. وفي أحد الأيام حصل خطأ على شاشة الكمبيوتر جعلها تكرس حياتهاللدفاع عن الدين المسيحي. وتطورت الأمور في وقت لاحق بما أحدث تغييراًكاملاً في حياتها.
حدث ذلك في عام 1975 لدى الاستخدام الأول للكمبيوتر في التسجيل المسبقللتخصصات والمواد في الكلية التي كانت تدرس فيها. وكانت تعد لنيل شهادتهافي عالم الترفيه. وقد سجلت طلباً مفصلاً بذلك، وتوجهت إلى ولاية أوكلاهومالإدارة نشاط عملي صغير خاص بها. ولذلك تأخرت عودتها، ووصلت إلى الجامعةبعد خمسة عشر يوماً من الموعد المحدد. ولم يكن تعويض الأيام الفائتة يمثلمشكلة لها، نظراً لقدراتها الدراسية المميزة، بل كانت المفاجأة بالنسبةإليها هي أن خطأ في نظام التسجيل المسبق الآلي حدد لها مساقاً مسرحياًيتعين على الطالب المسجل فيه تقديم أدائه أمام الآخرين. وكانت أمينة منالفتيات الملتزمات، ولذلك هالها أن تفكر بمجرد الوقوف أمام الآخرين كيتتحدث إليهم. ولم تستطع سحب هذا المساق لأن الوقت كان متأخراً للغاية.

لم يكن كذلك بإمكانها إلغاء المشاركة نظراً لأنها كانت حاصلة على منحةدراسية جامعية تؤمن لها حتى الإقامة، والغذاء. وبالتالي، فإن الرسوب فيتحقيق متطلبات هذا المساق الدراسي كان يعني بالنسبة إليها خسارة هذهالمنحة الدراسية الحيوية. ونصحها زوجها بأن تحاول استبدال المساق بمساقآخر يناسبها بصورة أفضل. وبذلك توجهت إلى أستاذها الذي وعدها بمساعدتها.ولكنها فوجئت حين عين لها مهامها الدراسية بأنها موجودة في فصل دراسيمملوء بالعرب، أو من يطلق عليهم هناك وصف "راكبي الجمال". وهكذا عادت إلىبيتها في حالة من الحزن، حيث لم تكن تتصور أن بإمكانها المشاركة في غرفةصفية مليئة بالعرب.

تفكير عميق قبل القرار النهائي

كان زوجها هادئاً، وعميقاً كالعادة، حيث قال لها إن الله جعل لكل شيءسبباً، وإن عليها أن تمعن التفكير في الأمر تماماً قبل اتخاذ قرارهاالنهائي بعدم المشاركة في هذا الصف. وإلى جانب كل هذه الأمور، كانت هنالكبالطبع قضية المنحة الدراسية الجامعية. ولذلك قررت أن تخلو بنفسها لمدةيومين كاملين بهدف زيادة قدراتها على التركيز، وبالتالي اتخاذ القرارالمناسب لهذا الموقف الذي وجدت نفسها في مواجهته. وحين خرجت من عزلتهاالتأملية هذه قررت المضي قدماً، وقالت في نفسها إن الله قد اختارها لتقومبمهمة تحويل هؤلاء العرب إلى الدين المسيحي.


أمينة السلمي.. وداعا 426125_118981

من أكبر مساجد جنوب أمريكا


هكذا وجدت أمينة أن أمامها مهمة مقدسة لا بد لها من إنجازها. وبدأت منخلال الدراسة بمناقشة قضايا ذات علاقة بالدين المسيحي مع زملائها من العربفي ذلك الصف. وكانت تدعوهم إلى اتباع تعاليم السيد المسيح ليتم إنقاذهممما هم فيه. وتقول إنهم كانوا في غاية التهذيب معها، ولكنها لم تستطعتحويلهم عن دينهم. وتقول كذلك إنها كانت تشرح لهم، على نحو مستمر، كيف أنالسيد المسيح كان يحبهم، وأنه مات على صليبه كي ينقذهم من خطاياهم. وأن كلما يجب عمله من جانبهم هو تقبله في قلوبهم. وتقول "إنهم لم يقبلوا بفكرةالتحول عن دينهم، ولذلك قررت أن تجرب فكرة أخرى تتلخص في قراءة كتابهم كيتثبت لهم أن الإسلام كان ديناً زائفاً، وأن محمداً لم يكن نبياً حقيقياً".وطلبت من أحد الزملاء تزويدها بنسخة من القرآن الكريم، إضافة إلى كتاب حولالشريعة الإسلامية. واستمرت في بحثها، بالاستعانة بهذين الكتابين، لفترةعام ونصف العام. واستطاعت قراءة القرآن الكريم بصورة كاملة، إضافة إلىخمسة عشر كتاباً عن الدين الإسلامي. وعادت ثانية لتكرر قراءة القرآن مرةأخرى. وأخذت بجمع ملاحظات من خلال ذلك البحث المعمق اعتقدت أنها يمكن أنتكون خلافية، بحيث تستطيع أن تثبت من خلالها أن الإسلام دين زائف.
غير أن علامات تغير كثيرة بدت واضحة عليها، حتى أن زوجها تنبه إلى الأمر،وبدأ يشك في أنها على علاقة مع رجل آخر، حيث كان يعتقد أن المرأة لا يمكنأن تتغير بهذه الطريقة إلا إذا ظهر في حياتها رجل آخر. وقد أصبحت ترفضالتوجه إلى الحانات، كما امتنعت عن تناول الخمر. ولم تعد ترغب كذلك فيالذهاب إلى الحفلات المختلطة، وامتنعت، إضافة إلى كل هذه الأمور عن تناوللحم الخنزير. وقد طلب منها زوجها في نهاية الأمر أن تغادر بيت الزوجية،ففعلت ذلك، وانتقلت إلى شقة خاصة بها. وتقول عن تلك المرحلة "حين بدأت فيدراسة الدين الإسلامي، لم أكن أعتقد أن أموراً معينة سوف تحدث، بحيث يتأثربها نمط حياتي اليومية. ولم يكن أحد يستطيع إقناعي بأنني سوف أتمكن منالطيران بأجنحة من السلام، والسعادة، والطمأنينة في ظل اعتناق العقيدةالإسلامية".
لقد ظلت مسيحية رغم شعورها خلال تلك الفترة بأن تغيرات كبيرة قد بدأتتتفاعل في داخلها. وفي إحدى الأمسيات طرق باب بيتها رجل بثياب منزليةعادية، وكان يرافقه ثلاثة من رفاقه، وكان اسمه عبد العزيز آل الشيخ. وقدفوجئت بوجود هؤلاء المسلمين الأربعة الذين يطرقون باب منزلها بهذه الملابسالمخصصة للاستعمال داخل المنازل. وأصيبت بمزيد من الصدمة حين قال لها عبدالعزيز إنها كانت بانتظار أن تصبح مسلمة. وأجابته بأنها مسيحية، وبأنهليست لديها أي خطط للتحول إلى الدين الإسلامي. ومع ذلك قالت لهم إن هنالكبعض الأسئلة لديها إذا كان وقتهم يسمح لهم بذلك. وقد دعتهم إلى الدخول،حيث عرضت عليهم المسائل الخلافية التي اعتقدت أنها عثرت عليها في بحثهاالمعمق في القرآن الكريم، وعدد من الكتب التي تتعلق بالدين الإسلامي.وتقول إن الرجال استمعوا إليها باهتمام، ولم يسخروا من وجهات نظرها، بل إنعبد العزيز قال لها إن المعرفة هي ضالة المؤمن، وإن الأسئلة تمثل إحدىوسائل الوصول إلى المعرفة. "وحين أكمل كلامه، شعرت أن في جوانبي وردةتزداد تفتحاً. وحين كنت أعترض على أمر ما كان يجيب على الدوام بأن لدي بعضالحق والصواب فيما أراه من أمور. وبعد ذلك كان يقول لي إن عليّ أن أبذلجهداً أكبر في سبيل التعمق والتركيز، وأن أنظر إلى الأمر المطروح من عدةزوايا حتى أتمكن من التوصل إلى فهم أكمل".
شيئ غريب يجول بداخلها
لم تمض فترة طويلة حتى أصبحت أكثر اطمئناناً إلى ما يجول في داخلها منخواطر، وإلى ما رأته خلال بحثها الذي استغرق عاماً ونصف العام. وهكذا جاءاليوم، ووقفت هذه الفتاة المسيحية أمام عبد العزيز آل الشيخ، لتقول "أشهدألاّ إله إلاّ الله، وأن محمداً رسول الله". وكان ذلك في الحادي والعشرينمن مايو من عام 1977.
إن التحول إلى الديانة الإسلامية، أو إلى ديانة أخرى، لا يكون على الدوامأمراً بسيطاً، وميسراً. وباستثناء حالات نادرة للغاية، فإن من يتحولونحديثاً إلى الإسلام، يواجهون في العادة عواقب ذلك، حيث إن هذا التحول إلىالدين الإسلامي يمكن أن يؤدي إلى مقاطعة عازلة من جانب الأسرة، وكذلك منقبل الأصدقاء، بل إن من المحتمل كذلك أن يواجه صاحبه ضغوطاً من أجل العودةثانية إلى العقيدة الدينية للأسرة. وقد يواجه المتحول إلى دين جديد فيكثير من الأحيان عدداً كبيراً من المصاعب على المستوى الاقتصادي، كما هيحال الذين يطردون من منازل ذويهم بعد اعتناقهم الديانة الإسلامية. وقديحظى بعض المتحولين بفرصة الاحتفاظ باحترام وتقدير الأسرة، والأصدقاء،والمعارف، ولكن معظمهم يواجهون مصاعب على مستويات مختلفة من الاعتدال،والشدة خلال السنوات الأولى التي تتبع تحولهم إلى الدين الجديد.

عواقب وخيمة بعد إسلامها

غير أن الصعوبات الهائلة التي تعرضت لها أمينة السلمي بعد اعتناقها الدينالإسلامي، ومقابل قناعاتها الجديدة، وعقيدتها الراسخة، قليلاً ما سمع بهاأحد. وقليلون هم الذين يستطيعون التوكل على الله كما فعلت أمينة، حيث ظلتصامدة، ومتحدية لكل الظروف الصعبة الجديدة التي أحاطت بها. وقد ظلت تحافظعلى موقف إيجابي، واستطاعت بذلك الانطلاق كي تؤثر في المحيطين بها بذلكالشعور من الجمال الذي طوقها بعد اعتناقها الدين الإسلامي. لقد فقدت معظمأصدقائها لأنهم وجدوا أنها لم تعد إنسانة مسلية بعد تحولها عن دينها. ولمتقبل والدتها بتحول ابنتها إلى الإسلام، وكانت تأمل أن يكون ذلك الأمرحدثاً مؤقتاً تعود بعده ابنتها إلى الدين المسيحي. وأما شقيقتها الخبيرةفي الاضطرابات العقلية، فقد قالت إن أمينة فقدت رشدها، بل حاولت إدخالهاإلى مصحة للأمراض العقلية. وكان والدها رجلاً هادئاً، وحكيماً، حيث كانالناس يقصدونه للحصول على النصيحة، وعلى الهدوء حين تشتد عليهم أمورالحياة. غير أنه حين سمع بتحول ابنته عن دينها، قام بحشو بندقيته بالرصاص،وتحرك كي يعثر عليها، ويقتلها. وقال "من الأفضل أن تموت بدلاً من أن تتحولعن دينها وتذهب إلى أعماق جهنم". وبذلك أصبحت دون أصدقاء، ودون أسرة.وبدأت بعد ذلك بارتداء الحجاب، حيث تم طردها من وظيفتها في اليوم الذيوضعته فيه، وبذلك تخلى عنها الأهل، والأصدقاء، وفقدت عملها. ولكن كانتتضحيتها الكبرى لا تزال في الطريق إليها. كانت وزوجها زوجين متحابينللغاية، ولكنه أساء فهمها خلال مرحلة تعمقها في دراسة الدين الإسلامي، حيثلم يستطع أن يستوعب هذا الكم من التغير الذي طرأ على حياتها، حين أصبحتأكثر هدوءًا، ورفضت الذهاب إلى الحانة. وقد شك الزوج في ذلك الوقت بأنهاعلى علاقة مع رجل آخر، لأن المرأة لا تتغير بهذه الصورة الكاملة إلا منأجل رجل آخر. ولم تستطع أن تفسر له في ذلك الحين ما كان يحدث لها، حيثقالت "كان من المستحيل جعله يفهم ما الذي كان يعمل على تغييري من الداخل،لأنني لم أكن أعرف بالضبط ما الذي يحدث". وبالتالي، فقد طلب منها مغادرةالبيت، وأصبحت تعيش في منزل منفصل.

أصعب 20 دقيقة في حياتي

لقد اشتدت الأمور عليها أكثر فأكثر، حين أعلنت صراحة أنها تحولت إلى الدينالإسلامي، إذ أصبح الطلاق في هذه الحال أمراً لا مفر منه. وكان ذلك في وقتلم يكن الإسلام فيه معروفاً على نطاق واسع في الولايات المتحدة، وكان فهمالناس له قليلاً. وكان لديها طفلان تحبهما كثيراً، كما كان من المفروض منالناحية القانونية أن تكون رعايتهما من حقها، ولكن حدثت مخالفة للقانون،وتم حرمانها من تلك الرعاية بسبب تحولها إلى امرأة مسلمة. وقد خيرّهاالقاضي قبل النطق بالحكم النهائي خياراً في منتهى القسوة، بحيث إمّا أنتعود عن الإسلام وتحتفظ بحضانة الطفلين، وإما أن تتخلى عنهما، وتظل علىدينها الجديد. وقد منحها ذلك القاضي فترة 20 دقيقة فقط لاتخاذ هذا القرار،وبالتالي فإنه جعلها في ظل محبتها لطفليها، في مواجهة أسوأ كابوس يمكن أنتواجهه أي امرأة في حياتها، حيث إن من الصعب على المرأة أن تفارق أطفالهاليوم، أو أسبوع، أو سنة، فكيف بها وهي تواجه قراراً يمكن أن يؤدي إلىحرمانها من طفليها بصورة دائمة؟ وتقول أمينة عن تلك اللحظات "كانت أصعب 20دقيقة في حياتي". ولا نحتاج سوى القليل من الخيال لنتصور مدى الألم الذيتحسه امرأة تتخذ قراراً بالتخلي عن أطفالها، وتمنح 20 دقيقة فقط لاتخاذمثل هذا القرار الرهيب. ومما أضاف إلى آلامها وأحزانها في ذلك الظرفالعصيب، أن الأطباء قرروا أنه ليس بإمكانها الحمل ثانية بسبب تعقيدات صحيةخاصة بها. وتقول عن تلك الفترة "توجهت بكل مشاعري إلى الله سبحانه وتعالى،حيث كنت أعلم علم اليقين ألا حامي لأطفالي غير الله. وكنت مصممة على أنأريهم في المستقبل ألا طريق سوى الطريق إلى الله وحده". وقد اتخذت قرارهاالحاسم بأن تظل على دينها الجديد، وتم انتزاع طفلها وطفلتها من حضنها، حيثأعطاهما القاضي لزوجها السابق. وليس على قلب المرأة أمرّ أقسى من أن تحرممن أطفالها لسبب واحد هو أنها اعتنقت ديانة جديدة. وتقول عن تلك الفترة"غادرت المحكمة وأنا أعرف تماماً أن الحياة بدون الطفلين سوف تكون في غايةالقسوة، وكان قلبي ينزف دماً، مع أنني كنت أعرف في داخلي أنني اتخذتالقرار الصحيح". وقد وجدت كثيرا من الراحة في تلاوة عدد من الآياتالقرآنية التي تتحدث عن وحدانية الله، وخلوده، حيث "لا تأخذه سنة ولانوم..." إلى آخر آية الكرسي.
ربما كانت فكرة العدالة ضعيفة للغاية في ولاية كولورادو الأمريكية. وقداستطاعت أمينة أن تنقل قضيتها، بعد عناء شديد إلى وسائل الإعلام. وكانتتعتقد على الدوام أنها تسير في حياتها ضمن خطة يرضى عنها رب العالمين.وعلى الرغم من أنها لم تستطع استرداد رعاية الطفلين، إلا أن قانوناً صدرفي كولورادو منع الحرمان من رعاية الأطفال بسبب اعتناق دين آخر. وكانتأمينة تعتقد أنها محاطة على الدوام بالرعاية من قبل رب السموات والأرض،ولذلك حملت الشعلة الإسلامية إلى أي مكان كان بإمكانها الوصول إليه. وكانالناس يحملون انطباعات جيدة نتيجة لحديثها الدافئ الذي يفيض بالإيمان، حيثاستطاعت جهود دعوتها الإسلامية المخلصة تحويل عدد كبير من الذين استمعواإلى أحاديثها إلى الدين الإسلامي الحنيف.
أمينة السلمي.. وداعا 426125_118963
تجمعات الجاليات المسلمة أمام البيت الأبيض
لقد أصبحت إنسانة أخرى مختلفة بعد أن هداها الله إلى دين الإسلام، كماتقول إنها أصبحت تشعر بأنها أفضل بكثير مما كانت عليه في الماضي. بل إنالأمر بلغ حد إعادة تفكير أسرتها، ومعارفها، والناس المحيطين بها، فيماحدث، والبدء في تأمل كل هذه التغييرات التي حدثت في تفكير وتصرفات أمينة.وعلى الرغم من رد الفعل الأولي من جانب أفراد أسرتها، فقد ظلت على اتصالبهم، وكانت تعاملهم بالاحترام واللين، تماماً كما يأمر القرآن المسلمينبذلك. وكانت ترسل بطاقات التهنئة إلى والدها، وإلى والدتها في المناسباتالمختلفة. غير أنها كانت ترفق مع كل بطاقة تقوم بإرسالها إلى ذويها آياتمن القرآن الكريم، أو أحاديث لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، وذلك دونذكر مصدر هذه الكلمات الجميلة، والموحية في الوقت ذاته، كما أنها كانتتركز على المقاطع المليئة بالنصيحة، والحكمة، والكلمة الطيبة. ولم يمضِوقت طويل حتى استطاعت من خلال اللجوء إلى هذا الأسلوب إحداث تغيير ملحوظفي نظرة أسرتها، ومن تتعامل معهم، نحوها، وكذلك تجاه الديانة الجديدة التياعتنقتها.
جعلت أسرتها تعتنق الإسلام
وكانت جدتها هي أول من تحول إلى اعتناق الدين الإسلامي، حين كانت قدتجاوزت 100 عام من عمرها. وقد توفيت هذه الجدة بعد فترة قصيرة من تحولهاإلى الدين الإسلامي. وتقول أمينة عن جدتها "لقد غفر الله لها ذنوبها بمجردأن اعتنقت الإسلام، بينما احتفظت بكل حسناتها. ولم تعش طويلاً بعد اعتناقالإسلام، ولذلك فإنني أعتقد أن ذنوبها قليلة، ويجعلني هذا الأمر في غايةالسعادة والسرور". أما الشخص الثاني في التحول إلى الدين الإسلامي، فكانوالدها الذي أراد قتلها بعد أن علم بأنها اعتنقت الدين الإسلامي. وهكذافإنه أعاد إلى الأذهان قصة سيدنا الخليفة العادل، عمر بن الخطاب. وكان عمريطارد المسلمين قبل أن يعتنق الديانة الإسلامية. وحين علم في أحد الأيامأن أخته اعتنقت دين الإسلام، استل سيفه بهدف قتلها. ولكن لدى سماعه آياتمن القرآن الكريم كانت أخته تتلوها، أدرك أنها على حق، وتوجه إلى الرسولصلى الله عليه وسلم، وأعلن إسلامه. بعد عامين من اعتناق أمينة الدينالإسلامي، اتصلت بها والدتها، وأخبرتها أنها تقدر دينها الجديد، وقالتإنها ترجو أن تظل على هذا الدين، وبعد عامين آخرين اتصلت بها والدتها مرةأخرى وطلبت منها أن تخبرها كيف يمكن للمرء أن يصبح مسلماً. وردت أمينة فيذلك الحين بأن عليه أن يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. وقداعتنقت والدتها الإسلام بعد عدة استفسارات أجابت عنها أمينة، غير أنهاطلبت عدم إخبار زوجها بقصة اعتناقها الدين الإسلامي.
لم تكن أمها تعرف أن زوجها سبق له أن أجرى المحادثة ذاتها مع أمينة قبلذلك بعدة أسابيع. وهكذا فقد كان الزوجان يعيشان تحت سقف واحد، وهما منالمسلمين، دون أن يعرف أحدهما بأمر الآخر. وفي مرحلة لاحقة لذلك تحولتأختها التي كانت تريد أن تحولها إلى مصحة عقلية، واعتنقت الدين الإسلامي.وبدأت هذه الأخت تعتقد أن كون المرء مسلماً هو أسلم شيء، وأحكم تصرف، يقومبه. وقد اعتنق ابن أمينة الإسلام بعد أن بلغ سن الرشد، واتصل بها في سنالحادية والعشرين وأبلغها بأنه يريد أن يتحول إلى الديانة الإسلامية.
أما زوجها، فقد اعتنق الدين الإسلامي بعد 16 عاماً من الطلاق، حيث قال إنهظل يراقبها لمدة 16 عاماً، وأنه أراد أن تكون ابنته على طريق أمها، وأنتعتنق ديانتها الإسلامية. وقد جاء إلى أمينة، وقدم لها الاعتذارات عما بدرمنه تجاهها، وأثبت بذلك أنها على خلق حسن، فسامحته أمينة على كل تصرفاتهمعها. ربما كانت الجائزة الكبرى لا تزال بانتظارها، حيث تزوجت رجلاً آخر،ومنحها الله طفلاً رائعاً، على الرغم من كل تأكيد الأطباء في السابق علىأنها لا يمكن أن ترزق بأطفال أبداً. وتقول أمينة إن الله حين يريد أن يهبشخصاً شيئاً ما، فإن أحداً لا يمكنه منع ذلك. وتضيف: كان إنجابي هذا الطفلنعمة كبرى من رب العالمين، ولذلك أطلقت عليه اسم "بركة".
داعية إسلامية
كانت التضحيات التي قدمتها أمينة في سبيل عقيدتها الراسخة هائلة. ولذلكرزقها الله تعالى عديدا من النعم الكبرى. وقد هجرها أفراد عائلتها بعدإعلان إسلامها، ولكن معظمهم تحولوا إلى الدين الإسلامي على فترات متلاحقةمن ذلك. ولقد فقدت أصدقاءها لدى اعتناقها الدين الإسلامي، فأصبحت فيما بعدمحاطة بكثير من المحبين، والروّاد، حيث تقاطر عليها الأصدقاء، والمحبون منكل حدب وصوب. وأصبح الناس يتقاطرون عليها، ويستمعون إلى أحاديثها المليئةبالثقة العميقة، والإيمان الصحيح. وأحاطت بها نعم الخالق من كل جانب.وأصبحت أمينة وجهة للمسلمين وغير المسلمين الذين يطلبون منها النصيحةوالتوجيه.
لقد خسرت وظيفتها لدى ارتدائها الحجاب. ولكنها أصبحت بعد ذلك رئيسةللاتحاد الدولي للنساء المسلمات، حيث كانت تلقي المحاضرات على نحو مستمرفي جميع أرجاء الولايات المتحدة. وكانت منظمتها هذه وراء موافقة الولاياتالمتحدة على إصدار "طوابع العيد"، وتعميم استخدامها في الرسائل البريدية.ولكن لا يخفى على أحد أن ذلك استهلك جهداً، ووقتاً على مدى فترة زمنيةطويلة. كانت ثقة أمينة بمحبة رب العالمين هائلة، وكانت تطلب رحمته علىالدوام، ولا تفقد ثقتها بذلك على الإطلاق.
لقد سبق أن تم تشخيصها طبياً بأن لديها حالة متقدمة من السرطان، ولكنهاكانت تؤمن برحمة الله، وظلت عند ثقتها بهذه الرحمة حتى حين قال لهاالأطباء إنها لن تعيش سوى عدة أشهر. واستذكرت قصة أحد أصدقائها الذي كانيبلغ العشرين من عمره، وكان مصاباً بالسرطان، حيث كان يردد على الدوام أنالله رحمن رحيم، وأنه سوف يعينه على مواجهة ما به. وظل يقول إن الله شاءله أن يدخل الجنة خالياً من الذنوب، وذلك حين مات وهو في العشرين من عمره.
تقول أمينة إن قصة هذا الصديق ساعدتها كثيراً على مواجهة ظروفها الصحية.وعلى الرغم من تلك الظروف الصعبة، فقد حافظت أمينة على نهجها في التنقلعبر الولايات، والمدن الأمريكية، حيث كانت تقدم المحاضرات عن الدينالإسلامي. وكان من بين مشروعاتها إنشاء مركز لدراسة شؤون النساء المسلمات،ليكون بذلك مصدر علم للمسلمات حديثات العهد بالدين الإسلامي، وملجأ ثقافةلأطفال المسلمين. لقد توفيت هذه الداعية الإسلامية المميزة في حادث سيارةفي الخامس من آذار (مارس) من العام الحالي خارج مدينة نيوبورت في ولايةتينيسي، وكانت ـــ رحمة الله عليها ـــ في الخامسة والستين من العمر. ووقعهذا الحادث بينما كانت عائدة برفقة ابنها من إحدى المحاضرات التي ألقتهافي مدينة نيويورك. وأما ابنها الذي أصيب في الحادث، فقد تم تحويله للعلاجفي أحد مستشفيات مدينة نوكسفيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اشراقه نورانيه
نائبـــــــة المديــــر العـــام
نائبـــــــة المديــــر العـــام
اشراقه نورانيه


الاوسمه : أمينة السلمي.. وداعا 7977ro10
أمينة السلمي.. وداعا 7953ro10


عدد المساهمات : 661
نقاط : 946
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
الموقع : باعالى الجبال بقاع البحربالوديان وقطرات المطر
العمل/الترفيه : تخصص مختيرات طبيه

أمينة السلمي.. وداعا Empty
مُساهمةموضوع: رد: أمينة السلمي.. وداعا   أمينة السلمي.. وداعا I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 08, 2010 11:05 am

رحمة الله عليها وربنايجعل مثواها الجنه
وان له لحكم وايات وعبر
بارك الله فيك اخى الفاضل
موضعك قيم ومفيد
ومميز من عضو مميز
جزاك الله خيرا
وجعله بميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمينة السلمي.. وداعا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتــــديات غيـــر حياتك  :: المنـــــتديات الرئيـــــسيه :: عظــــــــماء التاريـــخ-
انتقل الى: