التأثير النفسي و العدالة الإسلامية في الفتوحات وخاصة بلاد الأندلس

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


مقدمة /


لعل الكثير منكم يجهل تاريخ الاندلس قبل الإسلام
دائما أسمع عبارة ان الاندلس أهلها هم الرومانيين اما العرب فهم سكنوها لعدة قرون ثم أخرجوا
مع العلم ان هذه العبارة خاطئة تاريخيا
الارض هي ملك من يعمرها و يزرعها أيا كان من البشر او الاعراق
فالرومانيين جاءوا غزاة الى أسبانيا و استحلوها من الشعب القوطي ( أحد الاعراق والقبائل الأوربية )
وكذلك العرب ينطبق عليهم نفس الفعل فهم جاؤوا أسبانيا غزاة أيضا و إستحلوها و لكن العرب تفوقوا بأنهم عمروا أسبانيا وكانت السبب في خروج أوربا كافة من الجهل السائد فيها


أي انه لم يشتهر او لم يعرف في التاريخ غير القوطين سكنوها أولا


عموما ليس هذا موضوعا بل مقدمة لتوضيح التأثير النفسي و العدالة الإسلامية في فتح الأندلس


الموضوع /


بعد أن إستحل الرومان بلاد الأندلس و مكثوا فيها قرونا قليلة ضاق أهلها من معاملة الحكام و أستبدادهم على الرعية و عم الفساد في الأندلس
وكان الحكام الاسبان يضطهدون اليهود و كذلك يضطهدون المسيحين الذين من أصل قوطي


في هذه الفترة كانت بلاد أفريقيا يسكنها قبائل البربر والنصارى و اليهود و غيرهم مما لم يسلموا و قاموا بدفع الجزية بالأضافة الى العرب القادمين من الجزيرة العربية
بعد مجيء الأسلام الى أفريقية تحسنت اوضاع الناس في معيشتهم و تمدنهم و أمنهم بسبب العدالة الإسلامية
اخذ الناس يلاحظون الكثير من الصور و المواقف التي تثبت لهم ان الأسلام جاء لإنقاذهم من الظلم و الإستبدادات الي كانوا يشاهدونها من الحكام
و للتمثيل على هذه الصور و المواقف /
استحل المسلمون أحدى القرى في إفريقية و عرضوا على اهلها الاسلام او الجزية بمقابل ان يؤمنوا على انفسهم ويحمون لهم مدينتهم او القتال فــ وافق اهلها على دفع الجزية
وبعد مرور فترة استطاعة جيوش البربر من محاصرة القرية فلم يستطع المسلمون حمايتها و قاموا بإرجاع الاموال التي اخذوها


و الفتوحات الاسلامية تنتشر بسرعة و البلاد في إزدهار حتى لم يبقى من افريقيا الا بلاد قليلة لم يفتحها المسلمون


كل ما كان يحصل في أفريقيا لا يلبث فترة حتى يصل الى اسبانيا و الناس ضائقون مضطهدون و اصبحت هناك مراسلات بين اهل الاندلس و أهل افريقيا
حتى وصلت الاخبار الى القادة المسلمين وعلى رأسهم موسى بن نصير فعلم ما يعانيه شعب الاندلس من ظلم و إستبداد و عرف انها في الطريق الى الانضمام الى الديار الإسلامية و تنتظر فقط من يخطب ودها
فقام بأرسال القائد طارق بن زياد بجيش قليل العدد في محاولة لجس نبض و معرفة الاحوال هناك لكنه لم يتوقع ان تتهاوى البلاد في يد طارق بالرغم من قلة الجيش فأرسل له جيوش أخرى تسانده و حصل بذلك فتح الاندلس دون معارك خاسرة تستحق الذكر
كان هناك عوامل مساعدة كثيرة
لن يستطيع المسلمين الحصول على هذه المساعدات لولا عدالتم وتعاملهم الصادق ...