يا ليت قومى يعلمون
يا مهمومون اقدموا يا راجين رحمه الله اقبلو فالله خير ملك
يا من يضيق صدرك يا من كثرت احزانه
يا عباد الله ارجعوا الى رب قدير عليم
كل منا يجول فيه خاطره ما يجول من هم او حزن اما هم دنيا او هم اخره وكل منا وهمه
رغب النبي صلى الله عليه وسلم في التفرغ للعبادة والإقبال على الله، وحذر من الانهماك في الدنيا، وجعلها أكبر الهم، ومبلغ العلم، ومن تفرغ لعبادة الله ملأ قلبه غنى ويديه رزقاً، ومن أعرض عن ذكره وتباعد عن طاعته ملأ قلبه فقراً ويديه شغلاً.
شرح حديث: ( من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره )
جاء في الحديث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة)، هذا حديث عظيم وجميل عن النبي صلى الله عليه وسلم، يفرق فيه بين من كانت الدنيا همه، وكان مهموماً منشغلاً بها، وبين من هو مشغول بأمر الآخرة، فهذا رزقه مقسوم،، وهذا رزقه مقسوم. أما الأول: فهو من كانت الدنيا همه، فإن الله يفرق عليه أمره، ويجعله مشغولاً بالدنيا، فإذا بها تشعبه في كل وديانها وسهولها.، وجبالها، وتتفرق به الأهواء والمطامع في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (وجعل الله فقره بين عينيه،) حتى إذ امتلأت يداه مالاً فإن قلبه يمتلئ فقراً فيحس أنه فقير، ويشعر أن المال سوف ينتهي، (ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له). وأما الآخر: فهو من كانت الآخرة همه، ونيته رضا ربه سبحانه، فهذا قال عنه صلى الله عليه وسلم: (جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه)، فإذا به غني القلب لا يهتم بهذه الدنيا، ولا يريد أن يتوسع فيها توسعاً كبيراً، وإنما هو قانع برزق الله سبحانه الذي قد كفاه هذا الرزق، (وأتته الدنيا وهي راغمة) أي: أتته الدنيا غصباً عنها؛ لأن الله كتب له رزقه أنه سيأتيه، فبحث عن الزرق من الباب الحلال، فآتاه الله عز وجل به. ......
فما منا الا وله هم اذا كان هم دنيا او هم اخره
فالكل يبحث عن النجاه والسعاده من منا لا يبحث عنها
عرفها العارفون بالله فقط فالسعاده تتحقق عندما تتحق العبوديه
اذا وما المخرج ما جعل الله من دا والا وله دواء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
: عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، قال أبي: قلت، يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي، فقال ما شئت، قال: قلت الربع، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت فالثلثين، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت أجعل لك صلاتي كلها، قال إذن تكفى همك ويغفر ذنبك، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح
وأما معنى قوله: (فكم أجعل لك من صلاتي)، أي بدل دعائي الذي أدعو به لنفسي قاله القاري، وقال المنذري في الترغيب: معناه أكثر الدعاء، فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك، (قال: ما شئت)، أي اجعل مقدار مشيئتك، قوله: (قلت أجعل لك صلاتي كلها)، أي أصرف بصلاتي عليك جميع الزمن الذي كنت أدعو فيه لنفسي، (قال إذن تكفى همك)، والهم ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة علي أعطيت مرام الدنيا والآخرة.
اذن ماذا تنتظر يا صاحب الهم والضيق ماذا تنتظر يا صاحب الحاجه والمسأله النبى صلى الله عليه وسلم يدلك على باب فيه كل الخير ومفتاح لكل هم وغم ومن منا ليس له هم فى الدنيا او الاخره الزموا الصلاه على النبى صلى الله عليه وسلم عوضا على الدعاء فلى فيها والله عبره لما كانت فيه يقين وحسن ظن بالله وتصديق الذى ارسله ربه رحمه للعالمين ومن اتبعه كان من الناجين ومن بدل عن سنته كان من الغاوين الضالين فاللهم ارزقنا اتباع النبى صلى الله عليه وسلم وعرفنا بك واجعلنا من عبادك الصالحين